السَّراب في شعر ذي الرُّمة لوحات فريدة في الشعر العربي دراسة جمالية ثقافية
الملخص
شكّلت لوحات السّراب في شعر ذي الرّمة ظاهرة متفرّدة في الشّعر العربيّ ، و يهدف هذا البحث إلى بيان جوانب التفرّد عند الشاعر باتباع منهج استقرائي إحصائي، يمكننا من القول بالتفرّد الكميّ للوحات السراب عنده، وأظهر المنهج جوانب متعددة من الإبداع في المستويين الفكري و الفني في بنائه صورة السراب، وكشف لنا المنهج الثقافي ارتباط ظاهرة السراب عند الشاعر بأنساق ثقافية تنتمي إلى الشعرية العربية القديمة، وخبراته البيئية، و أفسح المنهج الجمالي لبيان القيمة الجمالية لظاهرة السراب ، و تجسيدها لمفهوم الروعة فكرياً وفنياً. وتآلفت هذه المناهج في بناء دراسة حيوية تطوف البنى الفكرية والجمالية التي أسهمت في بناء إبداع لوحات السراب، وتميّزه من سابقيه ومعاصريه، فأنشأ في شعره ديوان السراب الذي وثّق عالم الصحراء وظواهرها، وسبل صراع الإنسان العربي مع بيئته، وأساليبه في قهرها، وانتصاره للحياة، وكشف عن رؤى الشاعر المعنوية والفنية في تجسيد السراب واقعياً، وفنياً، فجعله سجلاً لظواهر البيئة من جهة ومن جهة أخرى سوّاه قناعاً فنياً لتجربته في الحياة.