عمالة المرأة في حلب في القرن الثامن عشر
الملخص
هذا البحث هو إلقاء الضوء على نشاطات المرأة الاقتصادية والاجتماعية في ولاية حلب خلال القرن الثامن عشر الميلادي مستندا إلى وثائق المحاكم الشرعية المحفوظة في دار الوثائق التاريخية في دمشق وكذلك كتابات بعض المؤرخين والرحالة والأطباء الذين اقاموا في حلب أو زاروها خلال فترة القرن الثامن عشر وقد لاحظ البحث أن المرأة الحلبية قد تملكت وتاجرت واستأجرت وأجرت ومارست أعمال صناعية وتجارية وعلمت وتعلمت وإن على نطاق ضيق مقارنة بالرجال ، كما لاحظ البحث أن عمالة المرأة الحلبية لم تكن حكراً على طائفة من الطوائف أو دين من الأديان مما يؤكد الحرية الدينية وعدم التمييز بين السكان بل أن بعض الاعمال قد احتكرتها المرأة دون الرجل ويشير البحث أيضاً إلى الصعوبات والمعوقات التي نتجت عن ممارسة المرأة للعمل داخل مجتمع مغلق كما هو حال المجتمع الحلبي في فترة البحث وكيف حلت بعض هذه المشاكل من خلال اللجوء إلى القاضي الذي استند بدوره إلى مبادئ الشريعة الإسلامية والعرف الاجتماعي السائد او من خلال العقود والشهود بين الأطراف المتنازعة وعلى الرغم من ذلك تبين من خلال البحث عدم وجود طوائف حرفية خاصة بالنساء على الرغم من وجود حوالي مائة طائفة حرفية في فترة البحث ، مما يؤكد استمرار النظرة الدونية للمرأة في مجال العمل المباشر. ولكن هذا لا ينفي بأي حال من الأحوال وجودها كقوة عاملة في المجتمع الحلبي.
