عوامل توظيف التراث الشعبي في الشعر الفلسطيني المقاوم
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى محاولة الكشف عن عوامل توظيف التراث الشعبي في الشعر الفلسطيني المقاوم, والأسباب التي تدفع الشعراء الفلسطينيين إلى توظيف التراث الشعبي في قصائدهم, وما ينجم عن هذا التوظيف من إثراء دلالي ومعرفي للنصوص الشعرية التي احتوت بين مفرداتها على عناصر تراثية, ورموز شعبية, إضافة إلى إضفاء طابع جمالي عليها.
وبعد الاطلاع على مجموعة من الأبحاث المختصة في مجال التراث الشعبي وتوظيفه لدى مجموعة من الشعراء الفلسطينيين استطاع البحث أن يقف على مجموعة من العوامل التي دفعت الشعراء الفلسطينيين لتوظيف التراث الشعبي في أشعارهم, منها عوامل سياسية تتعلق بالأوضاع السياسية في فلسطين منذ النكبة حتى الوقت الراهن, وعوامل قومية تتعلق بالحفاظ على الهوية القومية العربية والوطنية الفلسطينية التي يعمل الاحتلال على محوها, بالإضافة إلى عوامل فنية والتي ترتكز بدورها على عاملين أساسيين هما: إدراك الشعراء مدى غنى التراث وثرائه بالنماذج والرموز الشعبية التي تستطيع أن تغني القصيدة بطاقات إيحائية وتعبيرية لا حدود لها, والعامل الثاني يتعلق برغبة الشاعر ونزعته إلى إضفاء نوع من الموضوعية والدرامية على عاطفته الغنائية خارجاً في ذلك عمّا ساد في القصيدة العربية مدة طويلة من سيادة الجانب الذاتي العاطفي عليها. أمّا العامل الرابع لدوافع توظيف التراث فيتعلق بالعوامل الثقافية التي ساعدته على توظيف التراث في شعره توظيفاً فنياً, استطاع الشاعر من خلالها الانتقال من مرحلة "تسجيل التراث" أو "التعبير عنه" إلى مرحلة "توظيف التراث" أو "التعبير به".
وأخيراً تأتي أهمية هذه الدراسة من كونها بحثت في موضوع التراث الشعبي المتغلغل في نفوس الناس, وكشفت عن أهمية ودوافع توظيفه في الشعر الفلسطيني المقاوم, وتحوله إلى سلاح من أسلحة المقاومة الفلسطينية
