دلالاتُ العُنوان في روايات هاني الرَّاهب
الملخص
يتناول هذا البحث العنوان بوصفه معبراً عن الأنساق المعرفية غير الأدبية المشكِّلة للنسق الثقافي, فالعنوان كما نعلم هو أول ما يمنح النص الكامن وراءه القيمة التداولية, وهو أكبر معينٍ على فهم النصِّ حين تضيع الدلالة.
وقد أبرز هذا البحث أن العنوان لدى هاني الرَّاهب ينزع إلى أن يكون عنواناً مشحوناً بالحمولة الدلاليَّة التي تصبغه بصبغةٍ شعريةٍ تتفاوت قدرتها التأثيرية من روايةٍ إلى أخرى.
وقد بين البحث أن الراهب قد عمل على تكثيف وتعميق هذه الشحنة الدلاليَّة والصبغة الشعريَّة من خلال العناوين الداخلية, وأوضح تداخل ركيزة العنوان مع معطيات الركائز الأخرى (الإهداء, والغلاف, والتقديم, وأحياناً العناوين الداخلية), وبذلك توصل البحث إلى أن السرد حقق مبدأ تعادل الدلالة بين النص والعنوان, ولكنَّه في النسق المضمر جعل هذا التَّعادل يعمل على تواصلٍ علائقيٍّ خفيٍّ بين العنوان والطبيعة الإيديولوجيَّة التي تشرَّبها المؤلِّف من محيطه الثَّقافيّ.
ولذلك فقد قدم بحثنا هذا دليلاً على إمكانية الوصول إلى المضمون من خلال مفاتيح النصِّ المنفردة عنه, وذلك تأسيساً على حقيقة أن العنوان هو المعادل الموضوعيُّ الأوَّل للنصّ.