آليات التوجيه والتأويل في النَّحو

  • سندس بارودي
  • أ.د سمير معلوف

الملخص

التوجيه هو جعل الكلام موجَّهاً ذا وجه ودليل، وقد رصد البحث أساليب النُّحاة في توجيه المسائل التي قد خرجت عن جادة القواعد والأصول النَّحويَّة لإرجاعها إليها بطريقة تكسب المسألة صورة الموافقة لتلك القواعد والأصول؛ وهذا بدوره يحقِّق الاطراد للقواعد النَّحويَّة، وذلك من خلال إبراز فاعليَّة التوجيه النَّحوي - بنوعيه الاستدلالي والتأويلي - في تخريج الأساليب والتراكيب المخالفة لقواعد النُّحاة، وناقش أسباب التأويل وآلياته المختلفة التي تهدف إلى إسباغ صفة الاتساق على العلاقة بين النصوص والقواعد لصبِّ ظواهر اللغة المنافية للقواعد في قوالب هذه القواعد، كما رصد البحث جدل النُّحاة وتعدّد أوجه الإعراب واختلافها باختلاف العامل باعتباره موجب التغيير في الكلمة على طريق المعاقبة لاختلاف المعنى، إذ لم يغفل النُّحاة جانب المعنى في تقعيد القواعد، وإنَّما جعلوه مرجعيَّة يستند إليها في توجيه الإعراب وترجيح وجه إعرابي على آخر، ووظَّفوه في تحليل الظاهرة النّحوية، وقد أدركوا أنَّ الاقتصار على ظاهر اللفظ ليس كافياً في تفسير الظاهرة النَّحويّة؛ فالفائدة وتمام المعنى وإيضاحه، الهدف الأسمى للبحث في الدَّرس النَّحوي. ويأتي في مقدمة هذه الآليات: الرد إلى أصل القاعدة: بالحذف والتقدير أو التخريج بالحمل على المعنى والتضمين .

وانتهى البحث إلى أنَّ غاية التوجيه والتأويل هي التأصيل للقاعدة النَّحوية باختلاف الوسائل والطرق التي يتَّبعها كل منهما، وأكَّد على أهمية تجاوز ظاهر العلاقات والنَّظر فيما يثوي وراءها من معانٍ خفيَّة وعلائق دلاليَّة تأكيداً على أنَّ نظرة النُّحاة كانت توائم بين الصناعة النَّحويَّة والمعنى ردَّاً على من ادَّعى خلاف ذلك.

منشور
2019-12-30
كيفية الاقتباس
بارودي س., & معلوفأ. س. (2019). آليات التوجيه والتأويل في النَّحو. مجلة جامعة حماة, 2(7). استرجع في من https://hama-univ.edu.sy/ojs/index.php/huj/article/view/234