المعاني المدحية وتشكيلاتها الفنية لدى النامي
الملخص
يحاول البحث الكشف عن مجموعة المعاني المدحية التي جعل منها النّامي نواة أساسية في تشكيل صورته الشعرية، علماً أنّ بعض هذه المعاني هي معانٍ متداولة لدى الشعراء العرب القدامى مع اختلاف كل منهم في خصوصية توظيفها في البناء الشعري، وقد استطاع النّامي أن يضيف عليها انفعالاته الخاصة، ورؤيته الإبداعية المختلفة التي تتمثّل في أنّ القبيلة يمكن أن تكون شريكاً مهماً في مدح الشخصية الرئيسة، كذلك فإن مدح الشخصية من خلال إشراك الشعور الحقيقي الخاص الذي يمتلكه الشاعر تجاه الممدوح من العناصر المهمة التي بنى من خلالها رؤيته المدحية الخاصة.
وقد شكّل النامي بناه ومعانيه المدحية بأدوات وتقنيات حدّدت مقدرته الفنية ورؤيته الشعرية، فجعل التشكيلات التشبيهية القائمة على التشبيه أو الاستعارة أو الكناية تتشابك مع مكنونات النفس فتكشف عمّا يدور فيها، ومن ثمّ جاءت عناصره اللغوية مرتبطة بروابط عميقة ورؤى خاصة.
كما وظّف أبنية بديعية متميزة قائمة على البنى المتماثلة والمتخالفة فقدّم صوراً لافتة توضّح مقدرته الشعرية التي غيّبها ضياع معظم نتاجه الشعري، إضافة إلى قدرته على توظيف الألوان بصور متقابلة أو متجاورة تؤدي طريقة بنائها للكشف عن المعنى المقصود وترفع من قيمة الصورة الشعرية فنياً.
وقد استلهم البحث رؤيته من قراءة متعمّقة لما وصل إلينا من شعر النامي عبر مجموعه الشعري القليل الذي كان في معظمه في مدح سيف الدولة الحمداني، فهو من أبرز شعراء بلاطه، معتمداً على المنهج التحليلي الوصفي للوصول إلى النتائج المرجوة والتي كانت تتمحور حول إثبات المقدرة الشعرية المميزة لدى النامي وأنه، وإن امتلك نواة المعنى الشعري المدحى لغوياً ومعنوياً، إلا أنه أضفى عليه من مقدرته الخاصة ونفسه الشفافة المحبة حقيقة لسيف الدولة ما جعل صوره متميزة ومعانيه متجددة حين امتلك ناصية بنائها الخاص به.