المعاني البلاغيّة لاسم الاستفهام (مَـنْ) في ديوان المُـفَـضَّـلـيَّـات
الملخص
يجتهد هذا البحث في تتبُّع مواضع اسم الاستفهام (مَنْ) في ديوان المفضليات، وتبيان المعاني البلاغية التي خرج إليها في كل موضع، وذلك لأمرين:
أولهما: لأهمية أسلوب الاستفهام وكثرة استعماله والاعتماد عليه، وذلك لمقدرة هذا الأسلوب على تحريك الذهن وتنشيط الفكر، وإشراك المتلقي في التفكير والشعور، وحمل المعاني العديدة في العبارة الموجزة. وثانيهما: لِمَا لديوان المفضليات من قيمة عظيمة تتجلى في اختيار المفضَّل الضَّبِّيِّ(تـ 178ه) عدداً من أهم قصائد الشعراء القدماء النادرين، وحفظها من الاندثار. وهي قصائد ذات قيمة تاريخية لِما جاء فيها من عادات العرب وأيامهم وتفكيرهم. ولها قيمة لغوية نحوية لأنها تحتوي على اللغة النادرة. ولأنها شواهد شعرية يُحتَجُّ بها، فهي ضمن عصر الاحتجاج. وقد توسَّل البحث بالمنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على الاستقراء لتتبّع مواضع الاستفهام بـ (مَنْ) في المفضليات، وتجلية الأغراض البلاغية التي حملها هذا الاستفهام. وفي سبيل ذلك اعتنى البحث ببيان خصائص اسم الاستفهام (مَنْ) وإحصاء مواضعه في المفضليات، وتحليلها بهدف استخراج المعاني البلاغية التي تنطوي عليها، مع التركيز على ما يجود به السياق من معانٍ تساعد على توجيه الغرض البلاغي. وقد توصل البحث إلى نتائج تظهر مدى تعدد الأغراض البلاغية التي جملها اسم الاستفهام (مَنْ) وتنوعها، والأثر البارز الذي أدّاه السياق في إظهار الغرض البلاغي الذي قصده الشاعر.