أثر النزعة المذهبية في تفسير آيات الأحكام الفقهية وأهمية التحرر منها
الملخص
يُعتبر التعصُّب المذهبي أحد الأمور المتنافية مع روح الشريعة ومبادئ الإسلام، بل أحد الأمور الممجوجة التي يأباها العقل والمنطق .
كما أن كثرة المحاولات المحمومة للنيل من صرح هذا الدين الشامخ من خلال هذه الثغرات، دعت لمثل هذا البحث؛ ليكون مساهمة في إظهار حقيقة هذه النزعة في مؤلفات التفسير الفقهي القديمة، وبيان أثرها السلبي على هذا التراث العظيم، وكذلك بيان أهم العوامل والأسباب التي أدّت إلى ذلك، ثم بيان أهميّة التحرُّر منها في الحفاظ على تراثنا الإسلامي نقياً من أي شائبة .
ومن أهم أهداف هذا البحث النقد البنّاء الذي يُسهم في تقريب وجهات النظر، ولفت انتباه الباحثين في هذا المجال إلى الحذر من الوقوع بالخطأ نفسه الذي وقع به المتقدمون .
وكي يحقق هذا البحث الغاية المرجوة منه فقد قسمته إلى أربعة مطالب : خصصت الأول منها لعدد من النماذج عن التعصب المذهبي في تفسير آيات الأحكام الفقهية، والثاني لأهم أسبابه، والثالث لأهم آثاره، والرابع لأهمية التحرر من هذا النوع من التعصب المذهبي .
ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث : عدم الحكم على المفسر بالتعصب إلا بدليل يؤكد ذلك، وأن تعصب المفسر لمذهبه لا يعني بالضرورة أن من خالفه بالرأي غير صحيح، وأن الآراء التفسيرية يجب أن تؤخذ من المصادر المعتمدة، وأن التحرر من التعصب المذهبي يحفظ لتراثنا مصداقية عالية دون إغلاق باب النقد الإيجابي البناء .