البُعد الدّرامي في هائيّة عُبيد الله بن قيس الرُّقَيَّات
الملخص
تعدّ القصيدة العربيّة القديمة قصيدة غنائيّة, لكنّنا لا ننظر إلى هذه الغنائيّة على أنّها غنائيّة خالصة, بل يدخلها بعد دراميّ يقوم على الصّراع والتّضاد, فالفكرة تقابلها فكرة, والعاطفة تقابلها عاطفة, ولأنّ التّضاد والصّراع_ جوهر الدّراما_ مرتكزان أساسيّان في النّص المسرحيّ سندرس هذا البعد من خلال التّراسل بين الشّعر والمسرح القائم على التّضاد والصّراع, وهما جوهر الدّراما, كما يتناول البحث قضية إشكاليّة لدى كثير من النقاد والدّارسين، ألا وهي تراسل الشّعر القديم مع المسرح، وارتباطه بالدّراما (عصب المسرح)، بيد أنّ هذه الدّراسة تؤكّد أنّ ثمّة بعداً درامياً نجده بوضوح في بعض شعر الغزل في العصر الأمويّ، فعناصر الغنائيّة فيه لم تقف حائلاً دون ظهور بعض السّمات الدّراميّة المبثوثة فيه، ليسلّط البحث الضّوء على البعد الدّراميّ في الغزل الكيديّ الّذي تغلغل فيه بعفويّة قبل أن يظهر مصطلح (الدّراما) مسرحيّاً، ويصل إلى ما هو عليه الآن من نضج واكتمال، لنكشف عن معاني الصّراع التي تولّدت بسبب الأزمات التي عاشها الشّعراء في العصر الأمويّ، ونقف عند هائيّة عُبيد الله بن قيس الرُّقيّات نموذجاً.