العلاقة السببية المتبادلة بين الاستثمار الأجنبي المباشر والنمو الاقتصادي في سورية

الملخص

خضعت العلاقة بين تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر والنمو الاقتصادي لسنوات من البحوث المكثفة، ومن الناحية النظرية هناك علاقة سببية بين النمو الاقتصادي والاستثمار الأجنبي المباشر وهذه العلاقة باتجاهين، وفي هذا المجال هناك فرضيتان: الأولى "فرضية الاستثمار يقود النمو" ووفقاً لهذه الفرضية يمكن لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلة أن تحفز الاستثمار في البدان المضيفة، أما الفرضية الثانية "فرضية حجم السوق" فإنها تشير إلى أن النمو السريع للناتج المحلي الإجمالي يخلق فرصاً استثمارية جديدة في البلد المضيف مما يسبب تدفقات أكبر من الاستثمار الأجنبي المباشر. كما ظهرت فرضية تسمى "فرضية الحياد" وهي تتضمن عدم وجود علاقة سببية بين الاستثمار الأجنبي المباشر والنمو الاقتصادي.

تهدف هذه الدراسة إلى التحقق من العلاقة السببية بين النمو الاقتصادي والاستثمار الأجنبي المباشر في سورية، وقد تم استخدام اختبار  للتحقق من وجود علاقة سببية بين المتغيرين، وذلك باستخدام بيانات سنوية تغطي الفترة من 1990 حتى 2010، وتظهر نتائج الدراسة عدم وجود علاقة سببية بين المتغيرين، أي أن النمو الاقتصادي لا يسبب الاستثمار الأجنبي المباشر، والاستثمار الأجنبي المباشر لا يسبب النمو الاقتصادي في الأجل الطويل.