العيون الجميلة لغة دلالية تواصليّة.. شعر الأغربة نموذجاً
الملخص
يقوم هذا البحث على فكرة أساسيّة؛ وهي أنّ التّواصل الإنسانيّ لا يتوقّف عند حدود الكلمات المنطوقة, بل يتعدّى ذلك ليشمل حركات الجسم و أعضائه مثل: الوجه و العين و الأطراف و الهيئة العامّة, فحركات الإنسان المتمثّلة في التّقطيب و التّجهّم و التّبسّم, و حركات الجوارح كلّها تمثّل في شعر الأغربة صوراً تعبيريّة فنّيّة ذات أبعاد تواصليّة و انفعاليّة و شاعريّة, تكمن أهمّيّتها في قدرتها على ترجمة ما يدور في خلجات النّفس, و إظهاره على أعضاء الجسم الخارجيّة دونما سيطرة من الإنسان عليها في كثير من الأحيان, فتشكّل بذلك عاملاً مهمّاً في عمليّة التّواصل البشريّ.
يقوم مضمون هذا البحث على الكشف عن كيفيّة استعمال الصّور التّعبيريّة الانفعاليّة للعين بوصفها مكوّناً شعريّاً في شعر الأغربة عند الجاهليّين و المخضرمين, كما يرمي إلى الكشف عن مفهوم الجميل الذي يؤديه التّصوير الإيمائيّ للعين.
و تتجلّى أهميّة البحث من جهة أخرى في التّوظيف الشّعريّ للخطاب الإيمائيّ و انفعالات العين و تأثيرها في تشكيل خطاب شعريّ يخاطب أحاسيس المتلقّي و يثير انفعالاته, و اكتشاف الآفاق الجماليّة بتجلّياتها الشّعريّة, و بيان العلاقة بين الانفعال و تجلّيه في حركات العين, ودراسة لغة العين بحسب انتمائها إلى مفهوم الجميل.
و الجدّة المتوخّاة من هذا البحث تكمن في التّوظيف الشّعريّ للتّعبير بالعين, و بناء صورة شعريّة تحمل الخصائص النّفسيّة و الفنّيّة للشعراء الأغربة, و تسهم في الكشف عن علاقة البيئة الزّمانيّة و المكانيّة بخصائصهم الشّعريّة, و تزوّدنا بملامح تاريخيّة عن صور الخطاب الشّعريّ للغة العين؛ فيكشف هذا البحث ظاهرة لغة العين عند الشعراء الأغربة، إذ انطلقت فكرة كتابة هذا البحث من دراسة جماليّات هذه اللغة في أشعارهم.