إن محافظة حماة من أقدم مناطق السكن في الشرق الأوسط . ويرجع تاريخها إلى عصور موغلة في القدم وتؤكد البعثات الأثرية إن حوض نهر العاصي كان مرتعاً للحياة البدائية والإنسان الحجري القديم بدليل العثور على أدوات وآثار وسكن تعود إلى عصور ما قبل التاريخ في أرجاء المحافظة جميعها .كما أثبتت الدراسات التي أجرتها البعثة الأثرية الدانمركية برئاسة العالم هارولد آنغولت والتي قامت بحفرياتها في قلعة حماه بين عامي 1931 – 1938 أن هناك ثلاث عشرة طبقة للعصور التي مرت على المدينة . ويعود تاريخ الطبقة الأولى إلى العصر النيوليتي ( الألف الخامس قبل الميلاد ) في حين أن أحدثها يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي ( الثامن الهجري ) …. ومن هنا فإن تاريخ حماه المعروف يعود إلى سبعة الآف سنة ، وهو الذي جعلها- و من خلال الدراسات العلمية – من أقدم المدن على سطح الكرة الأرضية التي ما تزال الحياة تنبض في أرجائها …. إن لم تكن أقدمها على الإطلاق.
تبلغ مساحة محافظة حماه حوالي 10.000 كم 2 وعدد سكانها حوالي 2.1 مليون شخص ( حسب احصائيات عام 2011 )
وهي مزيج رائع من السهول والجبال والبوادي التي ينساب خلالها مجرى نهر العاصي بشريطه الأخضر الممتد بطول / 171 / كم إلى جانب الغابات الوارفة والينابيع المتدفقة والمنازل والمتاحف المتميزة بطبيعة بنائها الخاصة وهي تنام هادئة مطمئنة في أحضان الطبيعة الفاتنة المتألقة بالرسوم والنقوش والظلال ، وهي ترتبط بكافة محافظات القطر بشبكة مواصلات دولية من طرق وسكك حديدية ومناخ محافظة حماة متنوع متباين بين الجبال بمصايفها المنعشة والسهول باعتدالها والبادية بدفئها وشمسها المشرقة .
ولا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن محافظة حماه من أغنى محافظات القطر العربي السوري بالآثار التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتمتد على العصور المتلاحقة حتى أيامنا المعاصرة .
أما لمسات الحضارة الحديثة فهي تتناثر هنا وهناك لتعطيك أن حماه ليست صورة عن الماضي وحسب ، فإلى جانب الأثر والآبدة واللوحة هناك الساحات العامة الفسيحة والشوارع العريضة والأحياء الحديثة والفنادق الدولية والمطاعم الراقية ذات النجوم البراقة والمعامل والمؤسسات والشركات الإنتاجية والمعامل الحديثة
النواعير
والناعورة هي عبارة عن دولاب خشبي يحيط به من الخارج صناديق فيها فتحة جانبية تغرف المياه أثناء دخول جزء من الناعورة تحت الماء وترفعه بدورانها إلى نقطة الذروة منها وتصبه في الحجرية التي توصله إلى مناطق استخدامه .
كان عدد النواعير في حماة فيما مضى يفوق المائة ناعورة ولكل منها اسم خاص بها، كما أن لها مقاييس مختلفة تخص قطر كل واحدة من هذه النواعير وارتفاعها وحجم قلبها الذي تدور عليه وقد اندثر معظم النواعير ولم يبق منها إلا سبع عشرة ناعورة
إن معظم الأخشاب المستعملة في بناء الناعورة تكون من خشب الجوز لكن بعض أجزائها تستعمل فيها أخشاب السنديان والتوت والمشمش والشوح . وتثبت أجزاؤها مع بعضها بعضاً بواسطة مسامير حديدية بأطوال وسماكات مختلفة حسب أقسام الناعورة .
إن كل جزء من أجزاء الناعورة المار بمركزها يقوم بدور خاص به، وكل خلل أو تغيير في هذه الأجزاء يؤدي إلى اختلال توازنها وتحطمها عند دورانها لذا فصناعة النواعير تحتاج إلى خبرة كافية. كما أن الناعورة تحتاج إلى صيانة دائمة لكي تبقى سليمة وبحالة جيدة .
يبلغ قطر بعض هذه النواعير (21) م ويستعمل في صناعتها (50) طنا من الأخشاب وكمية من المسامير الحديدية الخاصة تتراوح أطوالها من(4-60) سم ويبلغ وزنها (500) كغ
أهم الآثار الموجودة بمحافظة حماه
السياحة الثقافية :أفاميا – قصر ابن وردان – دير الصليب – اسرية – الاندرين – قصر العظم – خان رستم باشا ( سوق المهن اليدوية ) بالاضافة الى 12 قلعة أثرية
السياحة الدينية : المسجد الأعلى الكبير – جامع النوري – جامع ابي الفداء – جامع الحسنين – كنيسة سيدة الدخول – كنيسة القديس جاورجيوس – مقام زين العابدين – مقام الامام اسماعيل
السياحة الاصطيافية : ضفاف نهر العاصي – مصياف – وادي العيون – وادي ابو قبيس – نهر البارد – برشين – طاحونة الحلاوة